جلسة نقاشية حول كتاب "على ضفاف السيرة"

نظمت دائرة الثقافة والإعلام في النادي الثقافي العربي في الشارقة جلسة نقاشية حول كتاب "على ضفاف السيرة: بحوث علمية في السيرة النبوية للدكتور صالح زكي اللهيبي"، الصادر عن الدائرة ضمن سلسلة الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، وتحدث في الجلسة الباحث محمد الأمين محمد المختار سكرتير تحرير مجلة الرافد، وذلك بحضور مؤلف الكتاب .

في تقديمه للأمسية أوضح الدكتور عمر عبد العزيز إن الكتاب يغوص بعمق في قضايا كتابة السيرة النبوية، وما يطرح حولها من مسائل فكرية وتقنية تعود في مجملها إلى محاولة التفريق بين السيرة كسرد اجتماعي يؤدي عدة وظائف في المجتمع، وبين السيرة كتأريخ يتبع قوانين علمية صارمة .

محمد الأمين استهل حديثه عن الكتاب بتعريف للسيرة النبوية الشريفة بأنها التاريخ الذي يتناول عصر النبي صلى عليه وسلم وما جرى فيه من أحداث، وقال إن الكتاب يتضمن بحوثاً علمية أكاديمية في قضايا من (السيرة النبوية) بوصفها علماً له قواعده وأصوله ومصادره، وكذا عن علاقة هذا العلم بالعلوم الإسلامية الأخرى، وتناول فيه صالح اللهيبي خمسة موضوعات أولها (مفهوم السيرة النبوية وأبرزُ رواتها)، وفرق فيه المؤلف بين السيرة وبين التاريخ العام وذكر أهم رواتها، والثاني هو (جهود المؤرخين في كتابة السيرة النبوية، "المختصرة، المستقلة، المفردة") وجاء فيه على جهود المؤلفين في جمعها وتحقيقها، مشيرا إلى الكم الهائل من الكتب التي أنتجت فيها عبر العصور، ما يوحي بالأهمية الكبرى التي تحتلها ضمن الدراسات التاريخية الإسلامية، ولفت الأمين إلى أن ذلك الاهتمام نابع من كونها توثيق لحياة أعظم قدوة في تاريخ المسلمين، ومنهج المحدثين ومنهج أهل السيَر، حيث تتبع المؤلف طريقة المحدثين في استخراج السيرة من المرويات الصحيحة المنقولة بالتواتر عن العدول، واستبعادهم ما لا تنطبق عليه شروط الصحة، وثالثها (العناية بمخطوطات السيرة النبوية) وذكر فيه أن هناك مئات المخطوطات في السيرة لا تزال راقدة في المكتبات ومراكز المخطوطات دون أن تجد من يتناولها بالبحث والدراسة، وأنها يمكن أن تشكل إضافة معرفية ومنهجية إذا ما وجدت من يخرجها للناس، والخامس (السيرة النبوية من خلال كتب التفسير)، حيث تناول طريقة المفسرين في تناول المؤلف السيرة أثناء كتبهم، وهي تقترب من طريقة المحدثين، ويمكن أن تتخذ بدورها كمنهج موثوق في دراسة السيرة .

وأوضح الأمين: "إن كل هذه المباحث تتعلق بقضايا العلم الكبرى، ولا تدخل في جزئيات الحوادث السيرية، فهي تدخل في مجال البحث "الابستمولوجي" أو "علم المعرفة"، حيث تهتم بقضايا تأسيس "علم السيرة النبوية" وبنائه .